رواية خاوية للكاتب أيمن العتوم - تحميل :
عزيزي القارئ أغلق فمك جيداً وانت تقرأ؛ كي لا تتسرب المرارة من حلقك فتغرقك !
أو تهرب منك شهقة تبتلع ما تبقى في هوائك من أوكسجين! لا تضع منديلاً لن تتذكر استخداماته عندما تحرق العبرات وجنتيك! تسلح بالإيمان وأنت تقرأ القسم الأول؛ بالشجاعة وأنت تقرأ الثاني؛ أما الثالث فارفع رايتك البيضاء عالياً؛ لأنك ستستسلم على أعتاب الوجع مهزوماً! صدقني.
سيمسك بك الكاتب من تلابيب روحك ؛ وسيجول بها بين الحروب وكأن حرباً واحدة لاتكفي.
أولاً حرب الأمومة الفطرية البريئة التي تخوضها سلوى وحيدة ظاهرياً وبمشاركة جلال ضمنياً،
ثم حربها العظيمة مع مرض ابنها الوحيد
بعدها يحمل الكاتب آلة التصوير اللغوية الاحترافية خاصته، ويسافر بك إلى سورية؛ حمص تحديداً؛ ليريك حرباً من نوع آخر؛
مغاير تماماً؛ بشع تماماً؛ قذر تماماً؛ قصف قتل اعتقال خيانة سبي واغتصاب بل أكثر،
سيريك كيف تسرق الثورات و تدفن الشعوب ويتسلق على أشلائها القتلة و المجرمون؛ وكيف يتحول الملاك إلى شيطان؛ والشيطان إلى بركان من الشياطين؛ وكيف تأكل الحرب كل شيء ثم تتقيء كل شيء عفناً مثيراً للقرف!
أما الحرب الثالثة يا صديقي فهي الحرب الأزلية بين الحياة والموت؛ هي حرب اللاجئ الهارب من الموت إلى المخيمات؛ هي جولة قاسية جداً يأخذك بها الكاتب؛ يصف لك تفاصيلاً لم تخطر في بالك يوماً ربما؛ أو لم تحاول أن تسمح لها بالعبور إلى مخيلتك! وعلى كل الجبهات وفي كل الحروب يغمس قلبك في الحب قليلاً عله يصبرك! أظنه استعمل الحب في الرواية كمخدر موضعي يستخدمه كلما تصاعد الخط البياني للألم في داخلك ونجح جدآ في ذلك.
باختصار هي رواية ستجعل روحك أمامك خاوية من الداخل إلا من الألم؛ وعارية من الخارج إلا من الأمل.
خاوية
By.Mohammed.Na.Habbar